عوده الي الصفحه الرئيسيه

القران الكريم اون لاين

التعملات الماليه المعاصره في الاقتصاد الاسلامي

المقــدمــــة

- من قصد فى الأمر أى توسط مالم يفرط واقتصد النفقة ما لم يسرف ولم يقتر كما فى لسان العرب.وإصطلاحا([2]):. دراسة ماجاء فى الشريعة الإسلامية متعلقاً بالاقتصاد فى أقسامها الثلاثة العقيدة والفقة والأخلاق.

ثانيا:- الاقتصاد الاسلامي جزء من وظائف الدولة ([3]).

إن الهدف الرئيسي من إقامة دولة الإسلام هو إقامة عقيدة التوحيد التى تقوم على مبدأ تخليص البشر من العبودية لغير الله وتحرير الإنسان من الخضوع لأى مخلوق ...وتقدم الدولة الإسلامية يمكن قياسه بمدي تحقيقها للغاية القصوي من تكوينها وهى عبادة الله وحده ويتفرع من هذه الغاية أهداف رئيسية كإقامة العدل وكفالة الحريات وتحقيق المساواة والتكافل والمثل الأخلاقية العليا وعمارة الأرض وتنميتها ويتميز الدين الإسلامي عن غيره من الشرائع والقوانين والدساتير الوضعية بأنه دين ودولة ولا يمكن فصل أى منها عن الآخر.(ومن ثم يتضح لنا ضرورة تكامل العمل بالإسلام وبعبارة أخرى التحول الحقيقي للإسلام بإيجاد المجتمع الإسلامي الذي ينقاد لأحكام الله ويعمل بفرائضه. فالاقتصاد الإسلامي لا ينجح تمام النجاح فى مجتمع يضيع الصلاة وتبيع الشهوات وقد قال الله تعالى] وأقيمو الصلاة وأتو الزكاة [.

ولا مجتمع سكت عن الفحشاء والمنكر وأغمض عينه على الفساد والباطل وعطل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كذا لا ينجح النظام الإقتصادي الإسلامي فى مجتمع أضاع الشوري واستبد بأمره الطغاه وقد قال الله تعالى ] والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شوري بينهم ومما رزقناهم ينفقون [ ([4]).كذا لا تنجح فى مجتمع ساءت صلاته وضاعت فى اللغو أوقاته وشاعت فيه الفواحش وضيعت فيه الأمانات ونكثت فيه العهود وقد وصف الله مجتمع المؤمنين بقوله ] قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ،الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، َالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، َّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ[([5]).إن طبيعة النظام الإسلامي توجب زيادة الإنتاج فى الأمة وصيانة ثراوتها من التبدد والضياع فيما لاينفع، فالإسلام يحفظ طاقاتها وثرواتها وجهود أبنائها أن تستهلك فى شرب الخمور والمسكرات وفي اللهو والمجون والسهر العابث الحرام وفي الفواحش ما ظهر منها وما بطن . إن ما يتبدد من الطاقات والأموال فى ذلك العبث والفساد لدي بعض الأمم يصونه الإسلام بقوانين الملزمة ووصاياه الهادية وتربيته العميقة ويجعله سليماً قوياً يتجه إلى العمل والتنمية والإنتاج([6]).

ثالثا:- أخلاقيات الإقتصاد الاسلامي

يمتاز الاقتصاد الإسلامي عن غيره من الاقتصاديات الوضعية على تأكيد على أمر الخلق فى كافة المعاملات التجارية والمالية بل جعلها سبب معنوياً لنمو الاقتصاد ففي سورة نوح جعل الله سبحانه وتعالي الانابه إليه واستغفاره سبب للمدد والفتح الإلهي فقال سبحانه ] َقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا[ ([7]).وجعل تقوي الله سببا للفرج والرزق فقال سبحانه وتعالى )وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )[8]
وجعل سبحانه أن إرتكاب الموبقات والمعاصي سبب لمحق الرزق وإذاقة الناس الخسارة والبوار فقال سبحانه وتعالى] ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [ ([9]).ومن قرأ سيره الحبيب المصطفيr، يجدها مليئة بالأحاديث التى تقرر هذا المبدأ وتأكده منها قوله r، " إياكم وكثره الحلف فى البيع فإنه ينفق ثم يمحق "([10]).وأمرنا بالسماحة فى البيع والشراء بقوله " رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع سمحاً إذا إشتري سمحا إذا أقتضي "[11].وقوله " لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما ترزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا" الترمزي وابن ماجه. وقوله " تابعوا بين الحج والعمرة فإنها ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجه المبرورة ثواب إلا الجنة " رواه الترمزى..وقوله " من سرة أن يبسط فى رزقه أو ينسأ له فى أثرة فليصل رحمه "متفق عليه.وقوله (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفانكم )[12] . وكل هذه أشياء لا يدركها الماديون الذين لا يفهون إلا بالمحسوسات ومثلهم كمثل الطفل لا يستطيع أن يدرك إلا ما رأته عينيه..

رابعا:- عوامل الإنتاج بين الإقتصاد الاسلامي والاقتصاد الوضعي

تعتبر المواد مورد الهي يجب الحفاظ ويجب إحسان استخدامه حيث انها موارد خلقها الله وليست الطبيعة كما يطلقون الموارد الطبيعية بل موارد دعانا الله أن نحافظ عليها ونحسن إستخدامها وعدم تركها عاطلة والتصدق عليها .]يأيها الذين أمنوا أنفقوا من طيبات ما رزقنهم ومما أخرجناكم من الأرض[ [13]).إن تسميه الموارد المتاحة فى الكون والتى منها المواد الخام بالموارد الطبيعة كما هو شائع تسمية خاطئة فليست الطبيعة بخالقة ولا رازقة .واستخدام المواد فى عمليه الإنتاج وقيام الصناعات عليها أمر جائز بل وواجب شرعاً فقد أحل الله جل وعلا الصناعة ودعا إلى إستخدام المواد الخام منها فعمل سيدنا داود بالحدادة فكان يستخدم مادة الحديد فى صناعة الساباغات " الدروع" ومعدات الحرب وقد كان نبي الله نوح نجار إذا كان يستخدم مادتي الخشب والدسر ( المسامير ) فى صناعة الفلك ( السفن ) فقال تعالى عن نبيه داود ]ولقد أتينا داود منا فضلاً يا جبال أو بي معه والطير وألنا له الحديد اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ[ ([14]).وقال جل وعلا عن نبيه نوح] ويضع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قوله سخرو منه [ ([15]).وقال ] وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعينا جزاء لمن كان كفر [ ([16]).وقال سبحانه وتعالى عن الصناعة بشكل عام على لسان سيدنا هود وهو يخاطب قومه ]أتبنون بكل ربع آية تعبثون وتتخذون مصانع لحكام تحذرون[ وقال عن صناعة الأثاث والغزل والنسيج ]والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود النعام بيوتاً تستخونها يوم ظعنكم ويوم أقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتعاً إلى حين والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال اكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر و سرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم ولعكم تسلمون[ ([17]).وكان الصحابة رضوان الله عليهم أصحاب حرف وصناعات وكان سيدنا عمر yيقول أني لأري الرجل فيعجبني فأسأل أله حرفه؟ فإن قيل لا سقط من نظري. واستخدام المواد فى الصناعة ليس أمراً جائزاً فحسب بل ويصل إلى مرتبة الواجب الشرعي فهو واجب من أجل أن تحقق الأمر اكتفائها الذاتي وحتى لا يذلها ولا يستعبدها ولا يؤثر فى قرارتها الآخرون فالصناعة تعمل على زيادة الإنتاج ووفرته وتحسين وتقديره وهو ما يساعده على أعمار الأرض ذلك الإعمار الذي إفترضه الله عز وجل على بني الإنسان والتعمير يعنى الإنتاج بلغة الإقتصاد الإسلامي ومن أجل الأهمية الخاصة النشاط الصناعى فقد أعفي الرسول r، عروض القنية( الأصول الثابتة أو الرأسمالية ) من الزكاة فقد أعفي آلات ومعدات الإنتاج من الزكاة حفزاً على الدخول فى مجال الاستثمار الصناعي وهذا وإذا المواد منه من الله ونعمة فلا يجوز إستخدامها فى المجالات والأغراض المحرمة فلا يجوز إستخدام الحرير فى صناعة ملابس الرجال كما لا يجوز إستخدام الذهب فى صناعة حلى وساعات الرجال وقد ورد أن الرسول r،أشار إلى الذهب والحرير قائلاً هذان حرام على رجال أمتي حل لنسائها".كذلك لا يجوز استخدام مادتي الذهب والفضة فى صناعة أدوات الطعام والشراب من ملاعق وأشواك وأطباق وأنية وأكواب ولا في صناعة التحف والتماثيل فكل ذلك محرم استعماله كذلك لا يجوز استخدام اى مادة أخري فى صناعة التماثيل.ولا يجوز استخدام مادة الشعير والعنب وعصير القصب فى صناعة الخمور ولا يجوز إستخدام مادة لحم الخنزير والميتة والمنخنقه والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع وما أهل لغير الله وما ذبح على النصب وماده الدم فى صناعه الطعام والشراب للانسان. والإسلام يدعو الى حفظ هذه النعم وأن يكون العاملين عليها متسمين بالصدق والحفظ والأمانة وفي قصة سيدنا يوسف لما فسر لعزيز مصر رؤياة تخطيطاً للاقتصاد من إستهلاك وإنتاج وادخار جعل مصر تتجاوز أزمة القحط.

.ب- العمل :.

ومن عوامل الإنتاج فى النظام الاقتصادي العمل وتكاليفه متمثلة فى الاجور وفى الفقة الإسلامي نري عائد العمل قد يكون إجاره كما هو الحالي فى عند الأجارة وعائد العمل قد يكون ربحا كما هو الحال فى عقد المضاربه.ولابد فى الإسلام أن يكون العمل والأجر المستحق عنه معلومين وإلا فسد العقد .ولابد فى الإسلام أن يكون الأجر عادل تتناسب مع طبيعه العمل ومؤهلات العامل ولابد يعط للأخير حقه على الفور دون مماطلة ولا تأخير. ]ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل[ "([18]).وقال r، وأعطوا الأجير أجرة قبل أن يجف عرقه , ومن منا لا يعرف قصة النفر الثلاثة الذين أغلق عليهم باب الكهف بصخرة ثم أخذو يسألون الله بصالح أعمالهم وكان من بينهم رجل أستأجر أجير ولكنه تغيب عنه مدة طويلة ولم يحصل على اجرة فقام الرجل بتثمير الأجر للأجر الغائب ولما عاد قال له كل هذا لك فكان سبب لانفراج الصخرة.))[19].


الفصل الثاني

العقود وأهمية توثيقها فى الشريعة الإسلامية

إهتم الإسلام إهتماماً بالغاً بتوثيق المعاملات المالية والتجارية التى تجري فى دار الإسلام وبهذا يكون الإسلام قد حقق أرفع أنواع الأمن ألا وهو الأمن المدني أو امن المعاملات وهذا الأمن يتحقق بمراعاة ثلاثة عناصر

أولاً:- حفظ المال

ثانيا:- حبس النفس عن الظلم

ثالثا:- ضبط الذاكرة الضعيفة

فقال الله تعالى ] ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل [([20]).ونهي النبي r،عن إضاعة المال فقال فى الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رجل جاء إلى النبي r، فقال يا رسول الله أرئيت أن جاء رجل يريد أن يأخذ مالي ؟ فقال لا تعطه قال أرئيت إن قاتلني قال قاتلة قال أرئيت أن قتلني ؟ فقال أنت شهيد قال أرئيت أن قتلته قال هو فى النار...أما بالنسبة لحبس النفس الظالمة عن الظلم فهذا نراه فى حرص الإسلام على كتابة المدين مديونيته قبل الدائن فى الحديث الصحيح عن رسول r،ما حق أمرئ مسلم له شئ يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصية مكتوبة عنده "([21]).

أما النسبة لضبط الضعيفة وتفاصيل التوثيق فقد أنزل الله عز وجل آية المداينه فى سورة البقرة لتوضح هذا الأمر.

] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[ ([22]).

أ‌- الأمر بكتابة الدين وهذا يعني وجوبه عند بعض العلماء والاستحباب عند جمهور العلماء .

ب‌- وجوب أن يكون كاتب العقود شخصاً مجيداً للكتابة وفقهها وعلمها وشروطها وتوثيقها والمساغ منها والغير مساغ والمطلق والمقيد.

جـ- الأمر بأن تكون الكتابة بالعدل بالا يزيد الكاتب ولا ينقص في الدين الذي يكتبه ولا يقيد أحد العاقدين بشروط شديدة ويحل الطرف الأخر من كل القيود والشروط بل يكون عادلاً في كتابه أصل الدين ومراعياً العدل في الالتزامات بين الفريقين وسبحان الله الذي وصف الذي يكتب العقد بلفظه (كاتب) دلاله على حرفيته ومهارته في الكتابة.

د-يحرم شرعا على العالم بفقه العقود بأن يمتع عن الكتابة إذا دعي إليها ولقد قال الفقهاء إن الكتابة فرض عين بمعني إذا امتنع أهل قرية عن الكتابة أثموا بل إنه يجب على أهل كل قرية وجود كاتب بينهم.

هـ- الذي يملل الدين هو المدين لأنه إقرار منه بالدين الذي فى ذمته.

و- فى حالة كون المدين فاقد للأهلية أو غير كامل الأهلية كالسفينة والجاهل والصبي والعجوز ويجوز أن يقوم مقامة الولي الشرعي أو الوصي أو الولي الذي يقيمه القاضي.

-الأمر بكتابة الديون المؤجلة ودعوة المتدانيين أن يطلبوا شهدوا عدولا فقال سبحانه فى الآية شهيد ولم يقل شاهد إشارة إلى ضرورة أن يتسم بقوة الضبط والصدق والمروءة. -التجارة الحاضرة التى فيها يكون التقابض فى المجالس وقد يتأخر فى الأداء ساعة أو بعض يوم أو نحوة.

-الأمر بتوثيق العقد فى السفر حتى اذا لم نتمكن من الشهادة والكتابة يكون الرهن "[23].والرهن هو المال الذي يجعل وثيقة بالدين ليستوفى من ثمنه إذا تعذر إستيفاؤه ممن عليه.[24]

والباحث فى الفقة الاسلامي يجد إهتمام فقهاء الإسلام بأحكام العقود وخاصة عقود والمعاوضات :- وهى العقود التى يقصد منها الكسب والعوض مثل عقد البيع الشراء وعقد المضاربةوعقد القرض وعقد المزراعة إلخ ونجد التقسيمات الكثيرة للعقود خاصة فقه الحنيفة مثل تقسيم العقد إلى :- (صحيح وغير صحيح ).

والصحيح ينقسم إلى (نافذ و موقوف )والنافذ ينقسم إلى(لازم وغير لازم) العقد الصحيح : هو العقد الذي اكتملت أركان وشروطه وليس به أى خلل نهي الشرع عنه .

العقد الغير صحيح : هو العقد الذي أصابه خلل فى ركن من أركانه أو في وصف فى أوصافه مثل عقد به غرر فاحش او بيع خمر او ميته أو لحم خنزير وهو عقد باطل أو افسد .


أقسام العقد الصحيح

لو صدر العقد من شخص له ولاية وكامل الأهلية فهو عقد نافذ.

لو صدر العقد من شخص ليس له ولاية أو ناقص الأهلية بالشراء لك كصبى أو شخص فضولى هو عقد موقوف يعني إذا لم تجزه أنت أصبح عقد باطل لا يقع . وإذا أجزته جاز.

والعقد الصحيح النافذ نوعان.

عقد لا يملك أحد المتعاقدين إبطاله أو نسخه مطلقاً إلا بإذن الطرف الأخر من البيع والأجارة وهو عقد صحيح نافذ لازم.

وعقد يستطيع أحد الطرفين نسخة مثل الرهن والوكالة والوديع والهبة والصدق فيجوز لأحد الطرفين نسخة مثل المرتهن والمودع عنده شئ وهنا يس عقد صحيح غير لازم ( جائز ).

ومن هنا فإن علماء الإسلام لحكمهم على العقود يتجهون إلى شيئين.

أولا: مظهر العقد

ثانيا: جوهر العقد

أولا: مظهر العقد

فهناك أحكام لضبط العقد تمنع الخلاف والشقاق بين العاقدين مثل:- كتابة أجل العقد إذا كان هناك فى العقد أجل وذكر تفاصيل العقد سواء كانت كبيرة أو صغيرة. ضرورة وجود كاتب يتجرى الأمانة ويكون فقيه بالعقود.

-الشهادة على العقود.

-مراعاة شروط الإيجاب والقبول التى ترجع إلى العرف بين المتعاملين.

ثانيا:- جوهر العقد

وهو محتوي العقد ومن شروطه

-إقامة القسط ومنع الظلم وعدم الاستغلال والخلو من الربا والغش والغرر والاحتكار.

-أهلية المتعاقدين : ويقصد بذلك البلوغ والعقل والرضا فلا إعتبار لعقود الصبي والمجنون ولا المكر حسب التفصيل السابق الإشارة إليه.

-محل العقد : وهو ما يجرى العقد لأجله.

-الشروط الخاصة : والشروط التى يضعها كل من المتعاقدين.


الفصل الثالث

الضوابط الشرعيه فى المعاملات الماليه

إن المستقرئ للشريعة الإسلامية فى سائر أنواع المعاملات يجد أن أصل فيها الاباحة وليس التوقيف والتحريم لذا نجد أن المتواجد لدينا فقط هى المعاملات المحرمة فقط بل الأصل فى الأشياء والمنافع الإباحة ( وقد استدل علماء الإسلام على أن الأصل فى الأشياء والمنافع الإباحة بآيات القرآن الواضحة من مثل قوله تعالى]هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا [ وقوله ]وسخر لكم مافى السموات والأرض جميعا منه [ وقوله ]ألم تر أن الله سخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض واسع عليكم نعمة ظاهرة وباطنه [ وما كان الله سبحانه تعالى ليخلق هذه الأشياء ويسخرها للناس ويمن عليهم بها ثم يحرمهم منها بتحريمهم عليهم " وعن سلمان الفارسي سئل رسول الله r،عن السمن و الجبن والفراء فقال الحلال ما أحل الله فى كتابه والحرام ما حرم الله فى كتابه وما سكت عنه فهو مما عفا لكم .فالله سبحانه وتعالى أحل البيع بقوله ] وأحل الله لبيع).لكن نبهننا أن هذا الأصل يعمل بها مالم يدل دليل


( [1] ) رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى ح770 باب : الدعاء في صلاة الليل وقيامه .

[2] - أنظر موسوعة المفاهيم الإسلامية

[3] - أنظر الإدارة العامة النظرية والتطبيق

[4]- سورة الشورى الآية 17.

[5]-سورة المؤمنون الآيات 1: إلى 9

[6]- لكي ينجح مؤسسة الذكاه للقرضاوى من صـ52

[7] - سورة نوح الآيات من 10 إلى 12

[8] الطلاق 2

[9]-سورة الروم الآية 41

[10]- أخرجه مسلم

[11]- أخرجه البخارى

[12] رواه البخارى

[13]- سورة البقرة 267

[14] - سورة سبأ الآيتان "(1، 11)

[15] - الشعراء الآيتان 128، 129

[16]- النساء الآيتان 79 ، 8

[17]- النحل الآيتان (80 ، 81 )

[18] - البقرة 188

[19] ا محاسبه التكاليف د.سامى عبد الرحمن من ص 248 بتصرف

[20]- سورة النساء الآية 188

[21] - رواه البخاري عن ابن عمر

[22]-البقرة الآية 282

[23] 1 المصدر .. ارجع ان شئت الى تفسيره الايه الكريمه فى زهره التفاسير للعلامه محمد ابو زهره

[24] 2 (المصدر المغنى 4/366)